النافذة التربوية النافذة التربوية
أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات
أخبار ومستجدات
جاري التحميل ...

المغرب: «المسرح يتحرك» والموسيقيون «يحتاجون لعملية جراحية» أما الكتّاب فـ«تعقيب هامشي»




 

المغرب: «المسرح يتحرك» والموسيقيون «يحتاجون لعملية جراحية» أما الكتّاب فـ«تعقيب هامشي»

الرباط – «القدس العربي» : قفز إلى واجهة الذاكرة شعار «التلفزيون يتحرك» بمجرد الإعلان عن الشراكة التي جمعت وزارة الثقافة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية والتي كان «المسرح يتحرك» شعارا لها.

بين حركة التلفزيون والمسرح مسافة زمنية طويلة، من أواسط ثمانينيات القرن الماضي إلى عامنا هذا في القرن الذي لم يعد جديدا، حركة تعيد الذاكرة إلى أوجها وتعيد ربما السيناريو نفسه لكن بمقومات مختلفة وبحساسية مغايرة.
من الجلي، أن حركة الإعلام لا تشبه حركة المسرح مطلقا، والحقيقة اننا نتمناها ألا تكون مثلها ابدا لأنها لم تنتج سوى الكثير من التصريحات التي صورتها كاميرا القناة الاولى في السنوات الثمانينية لمواطنين بعضهم لم يعرف حتى موضوع الحديث ولا معنى أن تتحرك التلفزيون.

مبادرة الوزارة والتلفزيون

اليوم، تأتي مبادرة الوزارة والتلفزيون في وقت عصيب حقا، وبعد أن تعالت أصوات المسرحيات والمسرحيين المغاربة في فيديوهات تناقلتها وسائل الاعلام المحلية وصفحات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بتجنيب المسرح السكتة القلبية. بمعنى أن شعار «المسرح يتحرك عبر التلفزيون» لا يجب أن يغوص في بحيرة الدعم الذي سنته الوزارة قبل سنوات بعيدة، وكان بادرة حسنة تحولت بعد ذلك إلى نقمة عندما صار المسرح مجرد ملف ووثائق ورسالة تتضمن طلب الحصول على دعم الإنتاج أو الترويج.
في الجهة المقابلة، يجلس فنانون آخرون القرفصاء أمام التلفزيون وينتظرون مبادرة من النوع نفسه تحرك مجالهم، والحديث هنا عن الموسيقيين المغاربة الذين أصابتهم الجائحة بدورهم في مقتل، وأنهت عهدهم بيوميات كسب الرزق وانتهى المطاف بالعديد منهم إلى بيع آلاتهم والتخلي ربما عن «حرفة» الموسيقى.
ماذا تنتظر وزارة الثقافة ومعها التلفزيون المغربية لتحريك الموسيقى في المغرب؟ الجواب على هذا السؤال ربما يكمن في تسخينات ما قبل الحركة، استعدادا للسير في طريق «الموسيقى تتحرك» أو ربما لأن الموسيقيين ليسوا بالبديهة نفسها التي جعلت المسرحيين على قلب رجل واحد ويصيحون بأعلى صوتهم «لا لموت المسرح بالسكتة القلبية».
الأكيد أن أغلب المهن الفنية في المغرب تحتاج إلى استئناف السير في طرقها المسدودة للأسباب ذاتها التي جعلت أب الفنون في المغرب تتوقف خطواته. لأجل ذلك سارع عدد من الموسيقيين إلى تهنئة زملائهم من المسرحيين، لكنهم نشروا تدوينات مؤلمة تكشف حجم الدمار الذي لحق بيومياتهم المعيشية جراء توقف آلاتهم عن العزف.
بالنسبة لسعيد الودغيري حسني عضو المكتب التنفيذي للنقابة المغربية المهنية لمبدعي الأغنية، فإن كورونا عصرت على الموسيقيين الليمونة.
وفي تصريحه لـ «القدس العربي» هنأ الودغيري أولا المسرحيين، على «هذه النافذة التى فتحتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية» مؤكدا أن «60 عرضا مسرحيا في السنة ستغني المشهد الثقافي المسرحي بلا شك».
وتساءل القيادي في النقابة المغربية المهنية لمبدعي الأغنية «ماذا عن قطاع الموسيقى، هل هو غير مدرج في قائمة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون؟».
وتابع تساؤله، قائلا «يا وزير الثقافة، ماذا عن هذه الفئة التي سدت في وجهها الأبواب… لا حفلات لا سهرات لا نواد ليليه لا من يمد لهم شربة ماء؟».
وحسب المتحدث، فإن وضعية مهنيي الموسيقى «تستدعي الانكباب عليها وتستدعى خلية تفكير وتستدعي من الدولة والوزارة الوصية التدخل لإجراء عملية جراحية استعجالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».

«لالا زينه وزادها نور الحمام»

الودغيري غرف من معين الحكم المغربية الأصيلة من خلال مثل شائع يقال «لالا زينه وزادها نور الحمام» بمعنى أن السيدة جميلة وزادها نور الحمام، وهي تفيد المعنى العكسي تماما، ولم يكن استحضار المتحدث لهذا المثل المغربي القديم، إلا من اجل الدلالة على حجم الصورة البشعة التي صار عليها قطاع الفنون برمته وليس المسرح وحده.
وبصريح العبارة قال الشاعر الغنائي الودغيري «كونوا منصفين مع سائر الفنون يرحمكم الله» وبنبرة ألم أضاف «لم نعد نتحمل ما يعانيه الفنان الذي يكسب قوت يومه فقط من آلته الموسيقية… لا دخل له غير ما تنتج أنامله» وختم بما يشبه الصرخة «المغرب للجميع… أحبك وطني بلا ضفاف».
على ذكر الضفاف، يرسو قارب الإبداع بشراعه المترهل على شاطي الكتّاب المغاربة، وتنتصب رسالة مفتوحة وجهها أحد الروائيين إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل.
هشام بن الشاوي استهل رسالته كما هي عادة «الصواب» بالتحية والسلام، واصفا ما خطته انامله ب «تعقيب هامشي، من أحد كتاب الهامش» وانه «حتما لن يصل صدى صوته إلى من يهمهم امر الشأن الثقافي وشجونه».
ومباشرة بعد كلمات البداية، قال الكاتب بن الشاوي في رسالته «أود أن أستفسر: (لماذا لا يتم إعادة برنامج دعم النشر والكتاب السابق، الذي تم إقباره؟ لماذا لا تعود سلسلة الكتاب الأول، سلسلة إبداع وسلسلة الأعمال الكاملة؟).»
الكاتب الروائي في رسالته أثار موضوعا غاية في الحساسية، وهو طريقة دعم الكتاب في المغرب والذي يمنح لدور النشر بدل الكتّاب والشعراء، وقال في رسالته المفتوحة موجها خطابه لوزير الثقافة «لا شك في أنكم تعلمون أن العديد من الكتاب المغاربة فازوا بعدة جوائز عربية، بينما لم نقرأ عن ناشر مغربي واحد فاز بأية جائزة من تلك الجوائز المخصصة لدور النشر. أعتقد أن من يستحق الدعم الحقيقي هم الكتاب والشعراء، فهم الطرف الأكثر هشاشة. في هذه السلسلة، فحتى عندما يشتهر فيلم سينمائي أو أغنية مثلا في الوطن العربي، يتم تجاهل الكاتب، ويتم الاحتفاء بالآخرين، وكأن قدر الكاتب (ضمير المجتمع) الغبن فقط».
ومرّ بن الشاوي في رسالته المفتوحة إلى المكاشفة، باسطا مطلبه الملح على طاولة وزير الثقافة، بالقول: «مثلما تدعمون الناشرين والكتبيين، أتمنى ألا تنسوا من يضحي بقوت عياله، لكي يحرر إبداعاته من ظلام الرفوف، دون أن يستعيد درهما واحدا، فيتفاقم فقره، وتتشابك خيوط مأساته.»
وبكثير من التمني، أضاف الروائي المغربي هشام بن الشاوي «كلنا أمل ألا تخذلنا هذه الحكومة، التي وعدتنا بالكثير من الآمال الخضراء. فأرجو ألا تنسوا ضمير المجتمع، ألا تقتلوا أنبياء الكلمة، فهم من يواصلون حياتهم بعد الموت، بينما يطوي النسيان سير أغلب الكتبيين، ولا تصمد إلا أسماء قلة من الناشرين المغامرين، وهم لا ينتمون إلى هذا البلد الأمين، للأسف».

عن الكاتب

أخبار الشبيبة والرياضة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

النافذة التربوية