النافذة التربوية النافذة التربوية
أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات
أخبار ومستجدات
جاري التحميل ...

الطريقة التربوية المتبعة بالمخيم






الطريقة التربوية المتبعة بالمخيم
قبل عرض الموضوع نوجه ملاحظة هامة: مواصلة للموضوع الأول سنتناول موضوع يعتبر من الأساسيات المرجعية للعملية التربوية لمؤسسة المخيم، لكونه موضوع تعرض للإهمال وعدم التداول، سواء بالدورات التدريبية أو خلال الممارسة التخييمية لدى أغلب المدراء والمدربين، وحتى بعض الجهات التي تشرف على تنظيم التخييم التربوي...

1) مفهوم الطريقة التربوية:

لكل مؤسسة للتربية والتكوين طريقتها الخاصة لتحقيق أهدافها، ويعتبر مفهوم " الطريقة " من الاستعمالات الواسعة في الأدبيات البيداغوجية، فهي عبارة عن نموذج واضح، يستند على أسس مرجعية يهدف دعم الغاية التربوية، فيؤدي إلى مجموعة واضحة من الممارسات التربوية التنشيطية. والطريقة حسب (1974Leif.J) هي مجموع المبادئ والوسائل والخطوات وقواعد الفعل التربوي قصد تحقيق الأغراض والأهداف والغايات التي نحددها (1). وما يوحد بين الطرائق التربوية هو كونها تعمل على توظيف وضعيات ووسائل مختلفة لتحقيق مشروع تربوي واضح، والتي تحرص على تحقيق توازن بين متغيراتها الثلاث: الغايات، المرجعية العلمية، الوسائل والأدوات (2).  ويسوق لنا المعجم التربوي لعلوم التربية تعريف ميالاريMialaret : "الطرق البيداغوجية مجموعة من المقاصد والأهداف والتطبيقات التربوية المبنينة Structuré    والملتحمة، الموجهة نحو هدف مقبول، أو تم الإعلان عنه مسبقا"(3).

2) الطريقة المتبعة بالمخيم:

تتوفر مؤسسة المخيم على طريقة تربوية متميزة، يتمكن بواسطتها من تمرير خطابها التربوي، وتحقيق أهدافها، في سياقات مغايرة لما تعود عليه الأطفال في وسطهم العادي، حيث تصنف الطريقة التربوية المتبعة بالمخيمات من ضمن الطرائق النشيطة الفاعلة (Méthodes actives) الطرق البيداغوجية التي تجعل من الطفل صانع معرفته الخاصة، حيث يوضع في ظروف تسمح له باكتشاف المعرفة عوض فرضها عليه (4). مما يعطي لمؤسسة المخيم نكهتها وأسلوبها المتميز في التعامل مع حاجيات الأطفال خلال العطل. وهي تتشكل من مجموعة من العناصر، التي تعطي قيمة مضافة للتنشئة الاجتماعية للطفل، وتكمل المجهود التربوي الذي يقوم به كل من الأسرة والمدرسة، مع قضاء عطلة مفيدة مليئة بالتشويق والإثارة والحماس والتحدي.
تعتمد هذه الطريقة على المبادئ التالية:
• تكوين أفراد متعودين على اقتراح أشكال جديدة من العمل والأنشطة مثل (خدمات، استقصاءات، عروض، مبادرات...يعدها ويقدمها الأفراد بأنفسهم؛
• تجعل الفرد صانعا لمعرفته، وذلك من خلال مشاركته واطلاعه على الأنشطة واستغلالها خلال العمل داخل الجماعة، عبر استعماله للتفكير الإبداعي.
• يكون العمل داخل الجماعة عبارة عن مجتمع صغير قادر على تسيير نفسه بنفسه، وفق قوانينه ومعاييره الخاصة، والعيش بشكل تعاوني؛
• تنشأ علاقات داخل الوسط الاجتماعي وخارجه، وذلك من خلال المشاركة في التجمعات واللقاءات واستمرار العلاقة بكل وسائلها...
• تعلم التعلم، يجعل الفرد يشعر بالحاجة إلى معرفة كافية عن العالم الذي يحيط به، 

3) مكونات الطريقة التربوية المتبعة بالمخيمات: 

إن تكامل هذه المكونات هو الذي يعطي للطريقة التربوية أسلوبها المميز لأنشطة المخيم، وتعطيها حيويتها وخصوصيتها. إنها منظومة من العناصر المتداخلة فيما بينها، وأن التخلي على عنصر أو أكثر سيؤثر على نسقها البيداغوجي كما يتضح في الرسم البياني التالي: 
تتشكل الطريقة التربوية المعتمدة بالمخيمات من العناصر التالية:
• نظام المجموعات
•  التعلم بالترويح
• محورية الأنشطة
• المشاركة الفاعلة للفرد
• الفضاء المتميز
• التأطير الديناميكي
• اللعب التربوي

والمفهوم الأساسي للطريقة الحية الفعالة المتبعة، التي تضم هذه المكونات المتلاحمة، والتي تركز اهتمامها كله على الطـفـل، فهي من الطرائق التي تسعى إلى البناء الذاتي لمعرفة الفرد l’auto-structuration du savoir (5)، ما يعني الفعل الذي يستجيب لحاجيات الطفل ولاهتماماته، أي النشاط الذي يقوم به الطفل بنفسه وبرغبة منه.
تعتمد الطريقة التربوية المتبعة بالمخيمات على نسقيه المكونات وتلاحمها وترابطها، التي تكون تلاحما فيما بينها، حيث تشكل الوسيط الرابط بين الإطار المرجعي التربوي للمخيم وبين الأساليب والتقنيات والوسائل المعتمدة في التنفيذ البيداغوجي للأنشطة التربوية، فهي يشكل "المدخلات". فهي عبارة عن نسق مكون من مجموعة من العمليات التي تتم وفق قواعد خاصة وعبر جدولة زمنية متلائمة لكل مكون داخل نظام من التفاعلات المترابطة فيما بينها، بواسطة إجراءات خاصة بكل مكون، بهدف تحقيق البناء التربوي المتكامل، التي تشكل نتاج "المخرجات".
تستقي الطريقة التربوية المعتمدة بالمخيمات أسلوبها من مبادئ الطرق النشيطة الفعالة، لكون مؤسسة المخيم تعتمد في تنفيذ أنشطتها وتمرير خطابها التربوي على هذا الأسلوب الذي يجعل الفرد مشارك فعال في صنع معرفته وخبرته، طريقة نشطة تعزز الرغبة في المشاركة للتعلم لحل الصعوبات التي تواجه المجموعة، ما يمكن الفرد والمجموعة من الاحتكاك عمليا بمفاهيم التنظيم والتخطيط والتفاعل الإيجابي، والمساءلة الفردية وتحمل المسؤولية، التي تقدم لهم فرص حقيقية لتعلم المهارات الاجتماعية. وهذه من الأهداف الأساسية للتربية بالمخيم.

4) صعوبات استيعاب الطريقة التربوية بالمخيم:

الطريقة المعتمدة تتطلب توفير شروطها الأساسية، والتي تمكن المشاركين من العمل في مجموعات من الأقران، لتحقيق متعة التخييم، بفضاء مميز، عبر المنافسة في الأنشطة، التي تملأ معظم الحيز الزمني للمرحلة التخييمية، وعبرها يسعى البحث عن تحقيق جودة العطاءات في مختلف المشاركات الفردية والجماعية بمصاحبة وتحفيز المربي المنشط (المؤهل) المرافق للمجموعة، فهي طريقة فعالة تسمح بتوليد الرغبة للمشاركة، لإبراز القدرات الفردية، ووضعها رهن إشارة المجموعة، لتحقيق نتائج ملموسة، يرضى عليها الفرد والمجموعة التي ينتمي إليها. 

بلوغ هذا المسعى التربوي يفترض وجوبا توفير الشروط البيداغوجية اللازمة للتنفيذ التربوي على أرض الواقع، وقد بينت العديد من الدراسات الميدانية أن إدراك مفهوم الطريقة التربوية لا زال مستعصيا على الفهم لدى العديد من الممارسين للعمل التربوي التخييمي، وتكمن صعوبة إدراك الطريقة لكونها تعتمد على أسلوب تشاركي في تحقيق مضامين أنشطتها، وتقديمها للمشاركين للانخراط في تنظيمها وتفعيل فقراتها كأنها تمثل مشروعه الفردي مع مجموعته. وهذا ناتج عن غياب مرجعية مدونة ومعممة، مع غياب هذه المضامين بالدورات التدريبية، وغياب كيفية تمريرها للمتدربين.

وتبقى عمليات تطبيقها على أرض الواقع هو السؤال العريض، لتفعيل العملية التربوية التخييمية في صيغتها البيداغوجية المعتمدة، لكون عناصرها متداخلة ومتصاهرة فيما بينها، تعتمد على المنشط وعلى الأفراد والمجموعات لتفعيل الفقرات التنشيطية بشكل تشاركي، التي تنبني على مؤهلات الاتصال المباشر بين الفرد والآخرين والبيئة التربوية التنشيطية (6)، التي يكون فيها الفرد معدا بشكل مسبقا من طرف فريق عمل المخيم، لتوفير شروط التنفيذ، وكيفية جعل تفكير الفرد ينصب على مشاركته وعلاقته بالسياق العام للمناخ التنشيطي للمخيم. تتمثل مهمة المدرب المنشط بإشراك المشاركين في إعداد الأنشطة والمشاركة فيها، والحفاظ على نظامها وقواعدها، حتى يتمكنوا من تطبيق مهاراتهم وتطويرها أثناء المشاركة.

وللتغلب على هذه الصعوبة، يكفي الرجوع إلى المكونات الأساسية للطريقة المشار إليها أعلاه، وإعطاء لكل مكون ما يستحق من الاهتمام، وحرص المكونين على شرحها بالأسوب المتناسب، حسب تكاملها وحسب تداخل عناصرها، لتكون مناخ العملية التربوية التخييمية بشكل متواز ومتكامل لمكوناتها.

المراجع:
1) محمد الصدوقي، المفيد في التربية، www.majala.educa.ass.ma/pages/taraek-pedagogique
2) نفس المرجع السابق 
3)  د. أحمد أوزي – المعجم الموسوعي لعلوم التربية – 2006
4) معجم علوم التربيةـ مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك / سلسلة علوم التربية : 9 / 10
5) د. عبد العلي الجسماني  - علم النفس وتطبيقاته الاجتماعية والتربوية – الدار العربية للعلوم
Les différentes méthodes actives, leurs intérêts et limites6)
https://sites.google.com › lesmethodesactives › section-s


عن الكاتب

أخبار الشبيبة والرياضة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

النافذة التربوية