النافذة التربوية النافذة التربوية
أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات
أخبار ومستجدات
جاري التحميل ...

  1. للمزيد من القاونين زورو موقع دليل القانون المغربي
    https://guide-loi-marocaine.blogspot.com/

    ردحذف

بيداغوجية التنشيط


بيداغوجية التنشيط


بقلم: ذ. محمد ناعم
*

البيداغوجية هي الخلفية العلمية للفعـل التربوي والتنشيطي، كما أن لها دلالة على الطريقة، إذا استعملت في سياق توصيف منهج أو طريقة معينة للفعل التربوي والتنشيطي في المؤسسات التربوية الرسمية، وفي مؤسسات التربية والتكوين خارج الصفوف الدراسية .
وإذا كان تعريفنا للتنشيط التربوي في المخيمات على أنه " فعل هادف، ممتع ومرن، ذو تأثير على الأفراد والفرق والجماعات، يعتمد على الطرق الحية في التنشيط ، يوظف مجموعة من الموارد التنشيطية باعتبارها وسائل وأدوات تحقق غايات تربوية وثقافية واجتماعية وصحية يمكن قياسها."
فالتنشيط أيضا فعل بيداغوجي تفاعلي، منظم، يستخدمه ويوظفه المنشط(ة) التربوي(ة) وفق سيرورات من العمليات التنشيطية المنظمة، تتكون من خطوات ومراحــل متسلسلة، تتصل آخــر مرحلة منها بالمرحلـة الأولى، عن طـــــريق التغذيـة الراجعة، علاوة على تدخلات المنشط(ة) تكون حريصة على تحقيق أهداف وغايات المضامين التربوية للأنشطة.
من خلال هذا التحديد لفعل التنشيط على أنه فعل بيداغوجي، يصير المنشط (ة) منشطا بيداغوجيا بامتياز حينما يكون ملما بالنشاط، ومضامينه التربوية، وسيروراته، وتقنياته، وحسن التواصل والتفاعل مع الأطفال المستهدفين بالنشاط ، والقدرة على تقييم المواقف واكتشاف الصعوبات، التي تسمح للمنشط(ة) بمساحات من التدخلات التربوية والبيداغوجية، من أجل التوعية والتحسيس، أو التوجيه، أو المساندة أو الدعم، أو المعالجة.
ـ الأسس البيداغوجية للتنشيط في المخيمات:
مكونات شخصية الطفل الرئيسة، لا يمكن فصل جانب منها أو تناوله بمعزل عن الجوانب الأخرى، لكونها متداخلة ومتشابكة، لهذا السبب ينبغي الإسهام في تنمية هذه المكونات بشكل متواز ومنتظم، والاهتمام بها وأخذها بعين الاعتبار في التنشيط التربوي في المخيمات.
ولكي يتمكن المنشط من تنمية هذه المكونات بشكل متواز ومنتظم وبنجاح، ينبغي أن يحرص أن تكون قاعدة انطلاق عملياته التنشيطية في المخيم من مرتكزات وأسس بيداغوجية أربعة وهي:
أولا : الأساس المعرفي والفكري؛
ثانيا : الأساس السيكولوجي؛
ثالثا : الأساس الحركي / البدني؛
رابعا : الأساس الاجتماعي والثقافي.

أولا :الأساس المعرفي والفكري :
هو ما يمثله التنشيط من تركيز على الأنشطة التي تتضمن الخبرات المتصلة بالمعرفة والتعلُّمات، والبحث والتفكير والإبداع والابتكار، واتخاذ القرار، ومنها: أنشطة المسابقات الثقافية، والخرجات والرحلات، واستطلاعات الرأي، ودراسة الوسط، والاكتشاف، والأنشطة العلمية، وأنشطة التكنولوجيا الرقمية في التواصل والتنشيط ، بالإضافة إلى ما تحتويه الأنشطة الأخرى من مضامين معرفية وفكرية وتربوية: كالأناشيد، والمسرح، وخيال الظل، ومسرح العرائس، والسهرات والصبيحات والأمسيات، والرسم والتشكيل، والمهارات اليدوية، وأنشطة التوعية والتحسيس الصحية والبيئية، وأنشطة تعزيز السلوك المدني.

ثانيا: الأساس السيكولوجي:
تعتبر آلية الملاحظة والمعايشة والمرافقة اليومية للأطفال في المخيم من أحسن الأدوات وأكثرها فاعلية في مساعدة المنشط التربوي على التعرف على شخصيات الآطفال، وفهم نفسياتهم، وتفهم سلوكياتهم، وذلك عن طريق مراقبتهم، وتفحص أعمالهم، وتعابيرهم، ومزاجهم، عندما يأكلون وينامون ويلعبون، ومعرفة ما يحبون ويفضلون، وما الذي سيساعدهم في التقدم والنماء والتطور.
وتعتبر الأنشطة من الأدوات الأساسية في تفكيك شفرات شخصيات الأطفال والنفوذ إلى نفسياتهم بالقدر الذي يتيح فهم بعض جوانبها. فمعظم الأطفال لا يعتمدون على لغتهم في التعبير، وإنّما على لغة جسدهم لشرح أفكارهم ومشاعرهم ، أو من خلال الرسوم والألعاب والدراما وغيرها من وسائل التعبير المباشرة وغير المباشرة .
فاعتماد الأساس السيكولوجي في التنشيط كمرتكز أساسي لتنمية شخصية الطفل وتطويرها، يستدعي من المنشط أن يحلل مجموعة من الوضعيات التنشيطية،وبجيب عن تساؤلاتها، ليتخذها قاعدة لمجموعة من أشكال التدخل التربوي والبيداغوجي المتاح في المرحلة التخييمية، ومن هذه الأسئلة:
1"ـ النشاط: هل الطفل يتحرك كثيراً ويقوم بعدد من الأنشطة، أم أنه من النوع الهادئ؟
2 ـ التناغم: هل الطفل يتبع سلوكاً واحداً دائماً أثناء النشاط ، أم يحب التغيير الدائم؟
3 ـ الانسجام: هل يخجل من الغرباء، أم يقترب منهم؟
4 ـ التكيف: هل يكيّف ويعدل سلوكه بعد كل نشاط بسهولة، أم يجد صعوبة في ذلك؟
5 ـ الحدة والشدة: هل يتعامل مع المواقف بقوة سواء بشكل سلبي أو إيجابي، أم يتعامل معه بشكل هادئ؟
6 ـ المزاج: هل ينظر إلى الأمور بشكل سلبي، أم هو شخصية إيجابية؟ وهل مزاجه يتأرجح بين حالات مختلفة دائماً؟
7 ـ المثابرة: هل يحاول دائماً حل مشكلاته، أم ييأس بسهولة؟
8 ـ التشتت: هل من السهل تشتيت تركيزه، أم هو دائم التركيز في أنشطته؟
9 ـ الحس والشعور: هل ينزعج بسرعة من أي مؤثر خارجي مثل الصوت العالي أو الأضواء البراقة أم يتجاهلها؟"

ثالثا: الأساس الحركي/ البدني:
هو ما يمثله التنشيط من تركيز على ضبط أجزاء الجسم من خلال الأنشطة الرياضية والألعاب المختلفة في المخيم، وما يكتسبه الأطفال من خبرات وأشكال وحالات الحركة التي تتصل بصحة البدن و تنمي مهارات النفس ــ حركية والقوة واللياقة (جري ـ قفز ـ تدافع ـ رمي ـ تزحلق ...) ، السرعة والتحكم ، والتوافق والتآزر ، وما تتيحه من صور عن الإمكانات والقدرات. (فكرية ـ جسدية ) للأطفال، تكون مدعومة بأشكال من تدخلات المنشط لتصحيح وتوجيه حركة وجسم الأطفال .

رابعا: الأساس الاجتماعي والثقافي.
ويقصد به هنا، مجموعة من العوامل والقوى الاجتماعية، والأطر الثقافية للمجتمع وتراثه وواقعه ونظامه ومبادئه ومشكلاته التي تواجهه، وحاجاته وأهدافه التي يرمى إلى تحقيقها. كل ذلك يؤثر على اختيار وتخطيط الأنشطة ومضامينها التربوية وطرق وأساليب تنفيذها . كما أن المحمول الثقافي والاجتماعي لبرنامج المخيم وتصوره التربوي والبيداغوجي، ووضعياته التنشيطية ، الذي ينبغي أن يحقق بالضرورة هدفًا اجتماعيًا وثقافيا معينا، ضمن أهداف أخرى واعية، مع عدم نسيان العلاقة التي تتم بين المنشط (ة) التربوي بصفته راشدًا والطفل المستفيد من العملية التنشيطية وما ينبغي أن تتسم به من النضج واخترام القيم المجتمعية الدينية والوطنية والكونية.
لابد وأن يكون منهج وأسلوب التنشيط في المخيم يراعي الخصوصيات الثقافية للمستهدفين واحتياجاتهم من أنشطته وتطبيقاته التربوية، التي تساعد في تعزيز الايجابيات التي تدخل للمجتمع، وفي الحصانة والوقاية ضد المتغيرات التي تأتي وتؤثر سلبا في المجتمع.


*الأستاذ محمد ناعم إطار ومكون  في مجال التنمية الذاتية

عن الكاتب

أخبار الشبيبة والرياضة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

النافذة التربوية