النافذة التربوية النافذة التربوية
أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات
أخبار ومستجدات
جاري التحميل ...

قراءة في منهجية تدريب أطر المخيمات للأستاذ شكيب الرغاي

قراءة في منهجية تدريب أطر المخيمات

الحلقة الأولى : الدورات التي يتم بمراكز التدريب

الإطار المرجعي لمحتوى التكوين :
يسعى محتوى التكوين الموجه لتدريب الشباب الراغب في تأطير المخيمات إلى تشكيل كفايات معرفية ومهاراتية وسلوكية، يتمكن من خلالها المتدرب من معرفة مجالات تدخل مهام مدرب بالمخيم، وترجمة تلك المعرفة إلى الممارسة التطبيقية بالمخيم. وبما أن المهمة تتطلب وضعيات تقنية مندمجة، مكونة من عدة عناصر، فإن التدريب يركز على الجوانب النظرية لمعرفة حاجيات الطفل النفسية والبدنية والعقلية والاجتماعية، وخصوصا نموه وتنشئته الاجتماعية، والتمكن من آليات التفاعل والتواصل التربوي، لإنشاء دينامكية لإدماج الفرد داخل المجموعة بفاعلية، عبر سياق تقنيات تنشيطية، التي تتطلب إتقان بيداغوجية تدبير الوضعيات التنشيطية وتقويمها، واقتراح مبادرات تنشيطية تتلاءم مع الفئة العمرية المستهدفة، والتي يمكن تلخيصها في العناصر التالية :
توظيف المعرفة السيكولوجية المتعلقة بمراحل النمو وإدراك حاجيات الطفل ؛
معرفة الوظائف التربوية والاجتماعية والثقافية لمؤسسة المخيم ؛
القدرة على استعمال تقنيات التواصل التربوي وتفعيلها في التنشيط ؛
إدراك دينامية الجماعة في سياق الأنشطة السوسيو ـ تربوية ؛
التخطيط البيداغوجي للمواد التنشيطية ووضعياتها التربوية ؛
تنمية قدرات الإرشاد والتوجيه والتحسيس ؛
تنمية قدرات التحفيز على المشاركة والاجتهاد والمبادرة والإبداع ؛
تنمية الإحساس بمسؤولية الرعاية الصحية النفسية والبدنية ؛
الاطلاع على الإجراءات الإدارية والمادية المتعلقة بالتدبير التربوي لتسيير المخيم .

شروط ولوج الدورات التدريبية :
التدريب هو تجربة تكوينية محدودة الزمن، يتم خلالها استقبال المتدربين بمركز التكوين الذي هو في الأصل مكان للتخييم، بهدف عيش تجربة تدريبية تؤهله للقيام بالمهمة التربوية بفضاء المخيم، وتتسم فترة التدريب بالواقعية التي تقرب من إدراك أجواء المخيم، لجعل أسلوب التدريب عبارة عن اتصال مباشر بالممارسة كما هي في الواقع، لمعايشة الأنشطة التطبيقية في مناخها الأصلي في إطار مجموعات كما هو الوضع بالمخيم لاحقا.


لولوج المرشح المتدرب للمشاركة في الدورات التدريبية الخاصة بمدربي المخيمات، يفترض وجوبا التوفر على ثلاث شروط أساسية وهي : أولا : أن يكون متوفرا على مستوى دراسي حدد في مستوى الباكلوريا على الأقل، والغاية من ذلك حصوله على رصيد معرفي كاف، يمكنه من إدراك المعلومات والمعارف والاتجاهات التي يتطلبها محتوى التدريب، ويعتبر هذا المستوى التعليمي قاعدة معرفية لا مناص منها. ثانيا : حد أدنى من التجربة الميدانية في مجال " التنشيط السوسيو ـ ثقافي " الذي يتلقاه المرشح ويكتسبه من خلال مشاركاته بدور الشباب والجمعيات ... حتى يتمكن المرشح من توفره على الدينامية التنشيطية التي تسهل له الاندماج والمشاركة في مختلف فقرات أنشطة البرنامج التدريبي. ثالثا : الرغبة الذاتية لولج ميدان التخييم والخضوع لشروطه الأخلاقية التي تتطلبها العملية التربوية، الذي تؤكد ارتباطه التربوي بهذا الميدان .


مكونات برنامج التدريب :
يتلقى المتدرب خلال كل دورة تدريبية على مضامين مقررة نظرية وتطبيقية من المعارف والخبرات والاتجاهات، الغاية منها إدماج المتدرب داخل "وضعيات تنشيطية تعلمية " لإكسابه الكفاءات التربوية التي تتلاءم مع السياقات التنشيطية الترويحية، وجعله يتمثل المكتسبات المعرفية الجديدة عبر تحويل مكتسباتـه السابقة إلى محصلات تدريبية مقصودة، تمكنه من تمثل المحتوى التدريبي وفق السياق التربوي المتناسب مع أجواء المخيم، والذي يمكنه من استيعاب المهمة التنشيطية وسياقها التربوي، المحددة في رعاية الأطفال وحمايتهم من المخاطر، وتنشيطهم وتحفيزهم على المشاركة في البرامج المحددة سلفا، عبر مصاحبتهم في هذا السياق طيلة المرحلة التخييمية، في جو من المتعة والتشويق.


يسعى المكونون من محتوى التدريب إلى تشكيل كفايات معرفية ومهارات تقنية واتجاهات سلوكية لدى المتدرب، ليتمكن من خلالها معرفة مجالات تدخله في سياقاتها التنشيطية، وتمكينه من االقدرة على ترجمة تلك المعرفة إلى ممارسة تطبيقية بالمخيم، وبما أن المهمة تتطلب وضعيات تقنية مندمجة، مكونة من عدة عناصر، فإن التدريب يركز على :

المعرفة النظرية، لمعرفة حاجيات الطفل النفسية والعقلية والبدنية والاجتماعية، ومعرفة خصوصيات نموه وتنشئته الاجتماعية، للحصول على المرجعية البيداغوجية على توظيف المعرفة السيكولوجية المتعلقة بمراحل النمو، وإدراك حاجيات الطفل. كما تمكن من امتلاك آليات التفاعل والتواصل الاجتماعي، لإنشاء علاقات دينامية تساعده على إدماج الفرد داخل المجموعة بفاعلية في سياق التنشيط السوسيوـ ثقافي والتربوي، وتفعيلها في وضعيات تربوية تنشيطية تساهم على التحفيز والاجتهاد والمبادرة والإبداع الفردي والجماعي ؛
وتهدف مكونات برنامج التدريب من المشارك إلى إتقان بيداغوجية تدبير وتسيير الوضعيات التنشيطية، وتقويمها، واقتراح مبادرات تنشيطية، والتمكن من التخطيط البيداغوجي للسياقات التربوية، واقتراح بعض موادها وفقراتها التنشيطية التي تتلاءم مع الشريحة المستهدفة ؛
وتتلخص مكونات البرنامج التدريبي في العناصر التالية :
1) المعرفة البيداغوجية، وهي المعرفة التي تركز على مرجعية التعامل وفق التوجهات التربوية المتناسبة مع أجواء المخيم التي تمكن المربي من تأدية مهامه بنجاح ؛
2) التواصل الفعال، عبر سلوكيات واتجاهات، يتم تمريرها من خلال شروط التواصل بين الأفراد والمجموعات التربوية في سياق سلوك عام داخل الفضاء التخييمي ؛ 

3) تقنيات التعامل مع المهارة التقنية المتخصصة التي تؤهل المدرب على تنفيذ المهمة طبقا لشروطها التربوية المحددة سلفا ؛
4) التمكن من تقنيات التنشيط السوسيو- ثقافي/تربوي، الإتقان الجيد لتقنيات التنشيط المتلائمة مع أنشطة المخيم، والمتطابقة مع حاجيات الأطفال ؛
5) القدرة على توفير أجواء دينامية داخل الوسط التربوي، والتعامل مع الجماعة ضمن علاقة تربوية تنشيطية، والعمل ضمنها لاقتراح وتخطيط برنامج للمخيم، وإعداد جل متطلباته التي يحددها المشروع البيداغوجي .


المحتوى التطبيقي بالتدريب :


تزاول بالدورة التدريبية أنشطة التربيـة الفنيـة والجماليـة بالمخيم، التي تتم على شكـل أنشطـة تربويـة يقوم المتدربون بتنفيذها بشكل تطبيقي، من أجل الإلمام بالخصائص والمميزات التربوية التي تساهم في اكتساب مهارات حركيـة ملائمة وعمليات تقنية أولية في الرسم و الأعمال اليدوية الموسيقى والأناشيـد والمسرح ووسائل التعبير... من خلال استعمال مواد و أدوات وآلات ملائمة لإنجاز أعمال فردية أو جماعية بكل أشكالها وألوانها وأذواقها، التي تهدف إلى بلوغ الغايات التالية :

• تنمية الذوق الفني عبر التعبير و الإبداع ؛
• إدراك الفوارق الحسية بين الأشكال والألوان والأصوات والأنغام ؛ 
• توظيف الخيال لدى الأفراد في التعبير و التذوق الفني ؛
• تنمية قدرات الحواس وعلى الأخص ما يتعلق باللمس و البصر و السمع ؛
• التدريب على استخدام المواد والأدوات ؛
• الإطلاع على المصطلحات التقنية والاستئناس على استعمالها ؛
• التعبير عن بعض الانفعالات والمواقف والأفكار المرتبطة بالمهمة ؛
• تربية الفرد على إدراك الجمال في البيئة و أثرها في حياة الإنسان ؛
• توظيف الحركة و جعلها وسيلة لاكتساب المعرفة و الخبرة ؛
• اكتساب القدرة على الملاحظة و الوصف و الأداء و الإبداع ؛
• الاستئناس بجمال الطبيعة والأعمال الفنية عن طريق المشاهدة والتذوق .
كما تركز الدورات التدريبية على اللعب لكونه وسيلة من وسائل التعلم في العديد من المجالات والمهارات الحياتية، يساعد الأفراد على اكتساب العديد من المهارات والخبرات، فقد وظفته " ماريا مونتسوري" في طريقتها التعليمية، على اعتبار أن اللعب يوفر قدرا وافرا من الحرية التي تنمي فعالية التدريب الحسي- حركي في عملية اكتساب المعارف. ويشير البيداغوجيون إلى أن اللعب في الطفولة يعد وسيطا تربويا هاما، لتكوين الطفل في هذه المرحلة الحاسمة من النمو الإنسانيوعلى ذلك يعتمد التدريب على إدماج أنشطة اللعب بكل أصنافها وأنوعها، ويستفيد المتدربون منها بنفس الطريقة التي تتم مع الأطفال كي يشعروا بما يحققه اللعب من المتعة والبهجة والسرور والمرح للأفراد، وليدركوا أن اللعب أداة تربوية تساعد في إحداث تفاعل الفرد مع مكونات البيئة، وهو وسيلة تربوية لتقريب المفاهيم لإدراك معاني الأشياء، وأداة فعالة لتنظيم التعلم ومواجهة الفروق الفردية وفق إمكاناتهم وقدراتهم الجسدية والعقلية ويساعد المشاركين على تنمية روح الابتكار والإبداع والمبادرة.

طريقة تمرير المضامين التدريبية :
يتم تنفيذ الدورة التدريبية بطريقة متطابقة مع أسلوب تسيير وتدبير المخيم كما هو في الواقع مع الأطفال، بنفس الوتيرة وببرنامج مشابه للبرنامج الذي يتم تطبيقه بالمخيم، حيث يدمج المتدرب في المناخ التخييمي بنفس الإجراءات التنظيمية، ويوزع المتدربون بنفس الطريقة التي يوزع بها الأطفال على فرق، تقوم كل جماعة المتدربون باختيار شعار للمخيم، وانطلاقا من معانيه ودلالاته يتم اختيار أسماء الفرق والجماعات، يمارس المتدربون الأنشطة على أنهم مستفيدون، لتقريب أحاسيس المتدربين من أحاسيس الأطفال أثناء ممارستهم للأنشطة بالمخيم.
تعتمد الطريقة المعتمدة لتمرير المضامين التدريبية على جعل المتدرب محور الدورة التدريبية، واعتباره عنصرا نشيطا وفاعلا فيها من خلال مشاركته مشاركة مسؤولة ومحفزة لتكوين ذاته، والتعامل مع خبرات ومهارات الوضعيات التنشيطية بالكفاءة المستهدفة، التي تستند على جعل المتدرب يقوم مستوى أدائه، للتأكّد من أنّه قد تمكّن فعلا من اكتسابه الكفاءة المطلوبة، والتجاوب مع البرنامج التدريبي في كل سياقاته، مدركا أن هذه المشاركة مقرونة بالتقويم الذي يقوم به المكونون الذين يواكبون ويصاحبون المتدرب. ما يجعله يشعر بالمسؤولية لتحصيل المعارف والمهارات والاتجاهات المطلوب اكتسابها، كما أنه يشعر أنه مطالب بالمبادرة والمساهمة في تنشيط الدورة التدريبية، ومعني بالتفاعل مع المحتوى ومناقشة المضامين مع زملائه، في جو تعاوني كي يُثمّن تجاربه السابقة، ويعمل على توسيعها وفق المستجدات.
على المتدرب أن يدرك أن تحقيق أهداف المخيم يتم عبر تفعيل الطريقة الحية، التي تنبني على أساليب التنفيذ المندمجة، المحددة لدور المدرب المتلائمة مع الجو التربوي التخييمي، وتقدير الإمكانيات التنشيطية التي يتطلبها الدور، المتمثل في توفير أفضل ظروف الرعاية والتنشيط الهادف، لتمكين الأطفال من تنمية وتطوير قدراتهم في مناخ يتميز بالترويح والتشويق والإثارة والمشاركة والمتعة.

ويهدف هذا النمط إلى تمكين المتدربين من :
o جعل المتدرب يحس بأجواء المخيم و وعلاقاته وأنشطته ومناخه العام ؛
o تمرير المعلومات والمهارات والاتجاهات عبر التلقي، المشاهدة، المشاركة، والتجريب ؛
o تنظيم التصورات والتمثلات التربوية المتعلقة بأجواء حياة المخيم بشكل عملي ؛
o ملامسة المعارف النظرية المؤطرة للسلوكيات والممارسات التربوية مع تجريبها ؛
o الانخراط الفعلي للمتدرب في تخطيط وتنظيم الأنشطة باعتباره فاعل في العملية التربوية .

دور المكونين :
يتيح المكون الفرصة للمتدرب "باعتباره منشطا ومنظما للعملية التدريبية" لإغناء مكتسباته السابقة وتوسيعها عبر اندماج المفاهيم والأدوات المعرفية التدريبية بالبرنامج، وجعله عنصرا نشيطا وفعالا في تأطير إمكانياته وأدواره التنشيطية، ويوظف تجربته السابقة ويعمل على توسيعها رفقة المجموعة عبر استيعابه وتمثله للعناصر التالية :
• جعل المتدرب يقدر مسؤوليته تجاه تدريبه ؛
• تمكينه من فرص تقديم المبادرات والاجتهادات التنشيطية ؛
• توجيهه ليشارك رفقة مجموعته في ممارسة الأنشطة بشكل تضامني ؛
يصبح المكون في فقرات متعددة عبارة عن مسهل Facilitateur يقوم بتسهيل التكوين ومساعدتهم على تقاسم الخبرة والمعرفة بين أعضاء المجموعة لبلوغ أهدافهم التدريبية. حتى ييتلاءم محتوى الدورة للاحتياجات التدريبية الفعلية. ويعتمد أحدث المعارف والمهارات والاتجاهات التي تمكن المتدرب من القيام بالمهمة، ويظهر عليه أثر التدريب بشكل فعال. ويتابع المكونون المتدربين لتقييم أدائهم خلال الدورة التدريبية وفق مؤشرات التقويم المحددة سلفا، وعلى ضوئها يتم تتبع المتدربين طيلة أيام التدريب.


معايير تقييم قدرات المتدربين :


تتطلب عملية تقييم قدرات المتدربين من طرف المؤطرين وجوبا وضع معايير توجيهية لتقييم محصلات المتدربين بموضوعية ودقة، ما يستدعي صياغة أدوات لتقويم اتجاهات المتدرب واستعداده وقدرته على تطوير أدائه وفق الكفاية المستوفية لما يجب تحصيله وتحقيقه في كل دورة تدريبية.

المعايير الشخصية لتقييم المتدربين، عبارة عن مقاييس تشكل إطارا توجيهيا، ومحددا دقيقا للمكون قصد التمكن من تقييم فعال ومنصف لكل متدرب، عبر قياس مدخلات تحدد مكونات وعمليات التدريب، وتوقع جيد لمخرجاته، لتقييم أثر التدريب والنتائج المحددة للدورة، التي تعكس القدرات والمهارات والاتجاهات والممارسات التي تؤهل المتدرب لتأدية المهام بالجودة المطلوبة، وقد تم تحديدها في العناصر التالية :
1) معايير الحصول على المعلومات البيداغوجية والتربوية اللازمة للمهمة ؛
2) معايير الحصول على المهارة التي تؤهله لمباشرة تقنيات التنشيط ؛
3) معايير بروز دافعية واضحة لدى الفرد تعكس رغبته في تأطير الأطفال بالمخيم ؛
4) معايير بروز الروح الجماعية، وقدرته على التعايش والتفاهم مع الآخرين ؛
يستند مؤطرو الدورات التدريبية على هذه المعايير القابلة للقياس لتقييم المتدربين، بواسطة مؤشرات معبرة لتقييم قدرات كل متدرب للقيام بالمهمة، وتتضمن هذه المؤشرات تتطلب الإجابة الإجابة عنها من طرف المكونين وفق الأسئلة التالية :
1. هل اكتسب المتدرب الكفاية النظرية المؤطرة لتدخلات التي تتطلبها المهمة ( المعرفة)؛
2. هل استوعب المتدرب تقنيات التنشيط (المهارة) ؛
3. هل أظهر المتدرب رغبة للقيام بالمهمة (الدوافع والاتجاهات) ؛
4. هل يتوفر المتدرب على القدرة للاندماج مع الجماعة(السمات الشخصية) ؛
يتم ترجمة دلالة هذه المؤشرات بواسطة نقط حددت ما بين 
émoticône frown
 0 و5 ) عن كل مؤشر من المؤشرات الأربعة، ليتم تحديد النقطة المحصل عليها، ثم القيام بعملية جمع النقط الخاصة بالمؤشرات الأربعة للحصول على النقطة النهائية.




خاتمة


يبدو أن الغرض من التدريب بهذه الصيغة التكوينية هو وصول المتدرب إلى تحليل المواقف البيداغوجية، مع توظيف مناسب للمهارة والمعارف التي تتطلبها المواقف التربوية التي سيواجهها خلال العمل الفعلي بالمخيم. حيث يرتبط بأساليب التفكير والإدراك والشعور والسلوك الذي تتطلبه مهمة تأطير مجموعات الأطفال في وضعيات تنشيطية. 

تجعل المقاربة المتدرب محورا أساسيا لها، وتعمل على إشراكه في مسؤولية قيادة وتنفيذ فقرات برنامج الدورة التدريبية، عبر تحديد وضعيات تنشيطية، مستقاة من الحياة التخييمية، يستحضر خلالها المتدرب أجواء المخيم وتفاصيل المهمة التي سيتولاها لاحقا. باستعمال الأدوات الفكرية، وتسخير المهارات التقنية والمعارف التربوية المرتبطة بسياقات التنشيط .
تعتبر هذه الطريقة التدريبية ذات أهمية بالغة لكنها للأسف لا تنفد على هذا النحو الذي استعرضناه، لكن الواقع التدريبي عرف انزلاقا، حيث دخلت العديد من الأخطاء للمضامين، وتم حذف العديد من العناصر التدريبية الهامة دون أي مبرر، وتسرب التحريف والزيادة التي نخرت المضامين وشوهتها وأخرجتها عن سياقها وغاياتها التدريبية. وتفاديا لاستمرارها قمنا بدراسة تقويمية للوضع الحالي للتدريب ودراسة انعكاس آثاره على العملية التخييمية على أرض الواقع، والتي خلصت لعدة نتائج مرفقة بأرقام، كما قمنا بدراسة لرصد المضامين التربوية بالمخيمات التي خلصت هي الأخرى إلى عدة ملاحظات جد هامة، تنتظر نتائج هذين الدراستين تفعيل نتائجها.

لقد أصبح أمر تعديل وتطوير مناهج وبرامج التكوين الموجه لفائدة أطر المخيمات ضرورة ملحة، لإدخال مضامين وتقنيات جديدة للمحتوى، تمكن العاملين في هذا الحقل من ملاءمة خبراتهم مع المهمة التربوية، والتحلي بروح المبادرة والبحث المستمر، والتطوير في مختلف مكونات التربية غير النظامية المطبقة في فضاءات المخيمات.

عن الكاتب

أخبار الشبيبة والرياضة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

النافذة التربوية