النافذة التربوية النافذة التربوية
أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات

أخبار ومستجدات
أخبار ومستجدات
جاري التحميل ...

العرض الأول: المخيمات التربوية بالمغرب، التدريب التحضيري


المخيمات التربوية بالمغرب
تقديـــــــــم:
يعتبر المخيم التربوي لبنة أساسية في تنمية العنصر البشري، ومكونا رئيسيا في تنشئة الأطفال والشباب لما يوفره من فرص التعلم والتثقيف والترويح على النفس، إذ إن الحياة اليومية للأطفال والشباب بالمخيم تتيح لهم وضعيات بيداغوجية متعددة ومتنوعة حافلة بأشياء كثيرة إضافية لما يتلقونه في المدرسة والأسرة، تشكل تعبيرا حقيقيا عن الذات خارج أوقات الالتزام أو الإكراه الاجتماعي، وتحول الزمن أثناء العطلة إلى فرصة للاستمتاع والترويح وتفتح الشخصية.
فوظيفة المخيم غير قابلة للاختزال في وظيفة الرعاية وحدها لأن المخيم ليس مرادفا لمفهوم الحراسة داخل فضاءات مغلقة، بل منبعا لكثير من المعلومات والممارسات الحية والغنية بالمعارف، تتجاوز المدرسة والأسرة، وتشكل مجالا خصبا للبحث والاكتشاف والمبادرة الشخصية والعلاقات الإنسانية، ووسيلة تجعل الممارسة التربوية واقعية تتيح فرص متعددة لتحقيق المواطنة وقيم أخرى مثل المساواة في الحقوق والواجبات، والاحترام المتبادل والحرية والاستقلال الذاتي والتضامن والمسؤولية، والتسامح واحترام الآخر... التي ليست قيما فطرية وإنما يتم اكتسابها من خلال جهد تربوي طويل تلعب فيه فرص وأشكال التعلم دورا أساسيا في ترجمتها إلى سلوكات ظاهرة ومحركة لتصرفات الأطفال وتفاعلهم مع الحياة في تمظهراتها ووضعيتها المختلفة، ويعتبر المخيم المجال المناسب للتشجيع على إبراز هذه القيم وترجمتها إلى قدرات واستعدادات ذهنية وسلوكية.
01. ظهور المخيمات دوليا
ظهرت المخيمات عبر العالم نتيجة دوافع متعددة: سياسية، اجتماعية، اقتصادية ودينية، مع ظهور الثورة الصناعية والتغيرات المجتمعية وما رافقها من بروز طبقة عمالية مهاجرة من البوادي وماأحاط بذلك من حرمان وفوارق طبقية وصعوبة اقتصادية أدت إلى الانحراف واستغلال الأطفال في أشغال خطيرة ومضنية رغم عدم بلوغهم السن القانوني للشغل، هذه العوامل وعوامل أخرى أدت إلى ظهور حركات احتجاجية ساهمت في إحداث تغيرات في النسيج الاجتماعي عن طريق انتشار الحركات النقدية وازدهار النظريات الفكرية التي زعزعت هيمنة الكنيسة وبدأت بوادر التفكير في الأجيال الصاعدة المحرومة والمشردة مما أدى إلى ظهور اختبارات كثيرة من ضمنها محاولة تجميع الأطغال أثناء عطلتهم وأوقات فراغهم.
1850 : ظهور أول مخيم بإيطاليا – بريطانيا – ألمانيا.
1870 : ظهور أول مخيم بسويسرا.
أما في فرنسا :
1876: بداية مخيمات الأوساط الدينية؛
1889: بداية المخيمات الحضرية؛
1935: تعميم الرخص وتشجيع الجمعيات؛
1947: إحداث دبلوم مدرب ومدير المخيمات؛
1960: إصدار مرسوم خاص بتشجيع وتنظيم المخيمات الصيفية.
2- المخيمات بالمغرب : النشأة والتطور
في فترة الحماية الفرنسية
لم يعرف المغرب تنظيم أي نشاط بمفهومه التربوي حتى  سنة 1940 التي كانت بداية لظهور جماعات الاصطياف وإحداث مصلحة لمخيمات الشبيبة  والرياضة على يد الحماية الفرنسية، حيث كانت تقام مخيمات في معسكرات للجيش بعد أن تم تحويلها إلى فضاءات لاستقبال الأطفال، وكان وراء ظهور ذلك، دوافع سياسية، اجتماعية ودينية.
أ- الدوافع الساسية: لإبعاد الأطفال والشبان الفرنسيين عن أخبار الحرب العالمية الثانية، والحفاظ عليهم في أماكن نائية بعدما تعذر قضاء عطلتهم في فرنسا التي كانت تعد طرفا رئيسيا فيه هذه الحرب المدمرة.
ب- الدوافع الاجتماعية: توفير ظروف ملائمة للأطفال بسبب وجود أوليائهم في الحرب.
ج- الدوافع الدينية: اغتنمت الكنيسة الكاتوليكية فرصة الحرب فأقام رهبانها مراكز للاصطياف هدفها الأساسي التكوين الديني وذلك في كل من مخيم سيدي فارس بمراكش ومخيم تافوغالت ببركان ومخيم تيومليلين بإيفران.
بعد نهاية الحرب اهتمت إدارة الحماية بتنظيم ميدان التخييم لفائدتها، فأحدثت مخيمات جديدة وظهرت تنظيمات كشفية فرنسية وجمعيات تطوعية منحت لها عملية الإشراف والتوجيه والتكوين، ولم يكن يستفيد من هذه المخيمات سوى أبناء الفرنسيين واليهود ونسبيا أبناء الأعيان المغاربة، وفي هذا الإطار ظهرت مجموعة من المبادرات قامت بها بعض القطاعات المهنية كالبريد والفوسفاط والسكك الحديدية والكهرباء التي كانت تتوفر على إمكانيات مادية مهمة، فأقامت مراكز للاصطياف لأبناء الموظفين والعمال على غرار ما هو موجود بفرنسا، في هذه الفترة لم تكن تتوفر إدارة الشبيبة والرياضة إلا على عدد محدود من المخيمات وذلك بآزرو، آغادير، مراكش، تازة، ووجدة . كما كانت تجهيزاتها متواضعة وبسيطة.
في هذه الفترة بدأت تنظيمات الشبيبة والفرنسية واليهودية في استعمال المراكز التابعة للشبيبة والرياضة بكل من آزرو وتازة والرباط حيث تم توسيعها والرفع من حمولتها، وذلك لتزايد الاهتمام بهذا الميدان، كما تم السماح لنسبة محددة من الأطفال والشباب المغاربة للمشاركة في المخيمات عن طريق المؤسسات الخيرية وبعض التنظيمات الكشفية والرياضية والمدارس الحرة، وكانت هذه المشاركة مناسبة لإذكاء الحماس الوطني ونشر الوعي التربوي داخل أوساط الشباب الذين على قلتهم آنذاك شكلوا النواة الأولى لوضع أسس التعريف بالمخيمات، وتحديد الأهداف التربوية لهذا القطاع، حيث تم تنظيم بعض التداريب التكوينية باللغة العربية كان الإقبال عليها مكثفا من طرف الشبيبة المغربية. 
03. بعد الاستقلال
عرف قطاع التخييم منذ فجر الاستقلال محطات تاريخية مهمة من أجل تطويره وتحسين مستوى الخدمات المطلوبة وتلبية الحاجيات المعبر عنها من طرف جمعيات ومنظمات الشباب التربوية التي اعتبرت شريكا أساسيا في تدبير شؤون القطاع، وأهم المطالب التي تم التعبير عنها في أكثر من محطة، تتلخص في تطوير البنية التحتية لمراكز التخييم وتوسيع شبكة المخيمات وتمكينها من التجهيزات الضرورية والزيادة في الأعداد المستفيدة والعمل على سد الفراغ التشريعي الذي يعاني منه قطاع التخييم.
أهم هذه المحطات، تنظيم خمس مناظرات وطنية للتخييم، آخرها المناظرة الوطنية الخامسة التي نظمت في نهاية الثمانينات بمشاركة كافة الجمعيات والتنظيمات المعنية بمجال التخييم وكل القطاعات المعنية تحت شعار إنعاش المخيمات الصيفية مسؤولية الجميع.
ورغم الجهود التي بذلت في هذا السياق، بقي القطاع يعاني من العديد من الصعوبات، أهمها ضعف الاعتمادات المالية المخصصة لهذا النشاط في إطار الميزانية العامة، حيث عرف في بعض المحطات تراجعا ملحوظا على مستوى الأعداد المستفيدة وكذا تقلص في شبكة المخيمات من جراء إغلاق عدد من المراكز بسبب ندرة المياه أو غياب التجهيزات اللازمة. وتفعيلا لمبدإ الإشراك الذي نهجه القطاع على مر التاريخ، فإن أمر تدبيره تم دائما بتمثيلية الجمعيات والمنظمات الوطنية العاملة في هذا المجال. أهم هذه التمثيلات إحداث اللجنة الوطنية للتخييم سنة 1983 بقرار وزيري كهيئة استشارية إلى جانب الوزارة لتدبير قطاع التخييم.
أما على مستوى الأعداد المستفيدة فإن القطاع لم يلبي في أحسن الأحوال الحاجيات المعبر عنها ولم يتجاوز حتى حدود سنة 2002، ما مجموعه 49.000 مستفيد من المخيمات القارة والحضرية.
04. برنامج عطلة للجميع
ظل النشاط التخييمي محدودا على مستوى الاستفادة وظل معه مطلب الجمعيات والمنظمات ملحا ومتزايدا، إلى حين انطلاق برنامج "عطلة للجميع 2003" الذي اعتبر تحديا كبيرا وإنجازا وطنيا كبيرا لخدمة الطفولة والشباب (100 ألف/ 150 ألف/ 200 ألف)، حيث أحدث تحولا ملحوظا ونقله نوعية ودعما لحضور المخيم كنشاط وكوظيفة تربوية واجتماعية داخل المجتمع، وليترجم بذلك الغايات الكبرى للسياسة الجديدة لكتابة الدولة المكلفة بالشباب في مجال الطفولة والشباب التي تجسد منهجية القرب والمصاحبة المبنية على ثقافة الخدمة العمومية وعلى القيم المرجعية للمشروع المجتمعي الديموقراطي الحداثي والمتضامن من خلال مخطط عمل لرسم مسار تربوي جديد للمخيمات وجعلها مؤسسة وطنية للتربية على قيم المواطنة، ولبنة أساسية في تربية العنصر البشري وتأهيله.
وإذا كان هدف كتابة الدولة المكلغة بالشباب من وراء برنامج "عطلة للجميع" توسيع دائرة المشاركة وتعميم الاستفادة على الطفولة والشبيبة المغربية وخاصة الفئات المعوزة وكذا إعادة الاعتبار لدور المخيم التربوي، فإنها حرصت على أن يكون ذلك بناء على رؤية واضحة المعالم تأخذ بعين الاعتبار كل المكونات التي تساهم في العملية التخييمية والأهداف التي تبرز دور المخيم ورسالته، مع توفير آليات أكثر فاعلية لضمان الجودة التربوية والعناية بفضاءات التخييم وتعميمها على كافة مناطق المملكة، لتجسد مبدأ الخدمة العمومية وتكافؤ الفرص والحظوظ في هذا المجال بين الأطفال والشباب وذلك عبر مخطط عملي اعتمد على تراكم التجارب السابقة وبمنطور متجدد يساير التحولات الاجتماعية ويلبي الطموحات والاحتياجات التي يعبر عنها المجتمع في مجال تنشئة الأطفال والشباب وصولا إلى الأهداف التالية:
جعل برنامج "عطلة للجميع" خدمة عمومية وتجربة جديرة بأن تعاش؛
جعل المخيم مؤسسة وطنية للتربية على قيم المواطنة؛
تحسين ظروف الاستقبال بفضاءات التخييم؛
تقنين مجالات الاستفادة من النشاط التخييمي وجعلها مبنية على الأهلية؛
تحقيق الجودة التربوية داخل المخيمات؛
توفير آليات أكثر فاعلية لضمان أشكال التنسيق بين مختلف المكونات التربوية
.05 شروط الاستفادة
·         أن تكون الجمعية المعنية في وضعية قانونية؛
·         أن يكون قد مر على تأسيسها سنتان على الأقل؛
·         أن تكون قد جددت هياكلها وفق قانونها الأساسي؛
·         أن يكون لها حضور على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني؛
·         أن يكون نشاط التخييم محورا ضمن محاور أنشطتها السنوية.
06. مسطرة الترشيح للاستفادة من المخيمات
                       تعبئة ملف الترشيح (تزكية النيابة) وإرفاقه بالوثائق التالية:
·             التصريح بالشرف مصادق عليه؛
·             بيان المؤهلات التربوية والخدماتية؛
·             البرنامج التنشيطي؛
·             بيان الأدوات والتجهيزات؛
·             بيان الميزانية المرصودة؛
·             نسخة من القانون الأساسي ومن وصل الإيداع الأخير.

07. أصناف المخيمات
·             مخيمات قارة؛
·             مخيمات حضرية؛
·             مخسمات القرب؛
·             مخيمات القرب الحضرية بدون مبيت؛
·             مخيمات موضوعاتية؛
·             مخيمات جهوية.

08. الإحالات

* مدونة المخيمات
* ميثاق التخييم التربوي
* الشروط الصحية والأمنية اللازمة داخل المخيمات

عن الكاتب

أخبار الشبيبة والرياضة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

النافذة التربوية